
اعتراض مسيرات فوق كييف
رامي صلاح – (لندن)
تجاوزت الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث، وسط تصعيد عسكري مستمر وتدخلات دولية متباينة، مع تداعيات إنسانية واقتصادية كبيرة. العالم اليوم يترقب سيناريوهات محتملة لإنهاء هذا الصراع الذي أعاد تشكيل موازين القوى في أوروبا والعالم.
خلفية الصراع
انطلقت الحرب في 24 فبراير 2022، عندما شنت روسيا هجومًا واسع النطاق على أوكرانيا، مدعيةً نزع السلاح النازي وحماية الناطقين بالروسية. لكن الصراع تحوّل سريعًا إلى مواجهة استراتيجية بين روسيا والغرب بقيادة الولايات المتحدة وحلف الناتو.
سيناريوهات إنهاء الحرب
- تسوية سياسية دولية:
أكثر السيناريوهات واقعية، وتشمل مفاوضات برعاية دولية مثل الأمم المتحدة أو وساطة من الصين أو دول الخليج، وتتضمن وقف إطلاق نار، اعتراف جزئي بسيطرة روسيا على بعض المناطق، ضمانات أمنية لعدم انضمام أوكرانيا للناتو، وخطة لإعادة الإعمار بدعم دولي. هذا الخيار يتطلب تنازلات كبيرة من الطرفين ويحمل تعقيدات اقتصادية وسياسية. - حسم عسكري:
رغم صعوبة تحقيق حسم عسكري بسبب الكلفة البشرية والمادية، إلا أنه يبقى ممكنًا مع استمرارية الحرب. روسيا قد تسعى لتحقيق اختراق عسكري، وأوكرانيا بدعم غربي قد تنفذ هجومًا مضادًا يغير ميزان القوى. - تجميد الصراع:
إعلان هدنة طويلة الأمد دون حل نهائي، يبقي الوضع ميدانيًا على حاله مع استمرار التوتر، كما حصل في شبه الجزيرة الكورية. هذا السيناريو يحفظ النفوذ الروسي على أراض أوكرانية ويمنح كييف فرصة لإعادة بناء قدراتها. - تدخل دولي مباشر:
أبعد السيناريوهات، ويتطلب تصعيدًا كبيرًا مثل استخدام أسلحة محرمة دوليًا، قد يدفع إلى تدخل ناتو مباشر، ما يفتح الباب لحرب شاملة في أوروبا.
العوامل المؤثرة في مسار الحرب
- الوضع الداخلي في روسيا وأوكرانيا: تأثير السياسة الداخلية في كلا البلدين على قرار استمرار الحرب أو التوصل إلى تسوية.
- استمرار الدعم الغربي: يعتمد على الاستقرار السياسي في الولايات المتحدة وأوروبا.
- دور الصين والدول العربية: تلعب الصين دورًا متوازنًا، وتسعى بعض الدول العربية للوساطة، مما قد يسرع من عملية السلام.
السيناريو المرجح
يبقى التجميد مع تسوية مؤقتة لوقف نزيف الموارد البشرية والاقتصادية هو الأكثر احتمالًا في المرحلة القادمة، مع بقاء احتمال تجدد الصراع قائمًا في أي وقت، مما يجعل الأزمة مفتوحة دون حل جذري.