لقطة الشاشة 2025-05-09 في 10.20.39 م

جنود من جنوب السودان يقومون بدورية في أحد شوارع جوبا

رامي صلاح – (لندن)

تعيش دولة جنوب السودان لحظة حرجة في تاريخها السياسي، إذ تصاعدت التوترات منذ مطلع 2025 بشكل ينذر بعودة الحرب الأهلية، في ظل فشل تنفيذ اتفاق السلام الموقع عام 2018، وتزايد الخلافات الإثنية والسياسية بين قطبي السلطة سيلفا كير ورياك مشار.

🔥 الصراع الإثني في قلب الأزمة

الانقسام الحاد بين قبيلتي الدينكا والنوير يغذي الصراع السياسي، حيث ينتمي الرئيس كير للدينكا، بينما يقود مشار تيار النوير. هذه الخلفية الإثنية أفرزت مواجهات دموية سابقة، أبرزها أحداث “جونقلي” التي خلفت آلاف النازحين، وتعيد اليوم إشعال التوترات.

🕊️ اتفاق السلام.. حبر على ورق؟

رغم تشكيل حكومة وحدة وطنية عام 2020، فإن معظم بنود الاتفاق بقيت معلقة: لا توحيد للجيش، ولا إصلاح للقطاع الأمني، ولا خارطة طريق واضحة للانتخابات. ويزيد من تعقيد المشهد تصاعد الاعتقالات والإقالات التي طالت شخصيات معارضة.

💥 عودة القتال: ولاية أعالي النيل نموذجًا

في ولاية “ناصر”، سيطر ما يُعرف بـ”الجيش الأبيض” التابع للنوير على مناطق واسعة، لترد القوات الحكومية بهجمات جوية، وسط تقارير عن استخدام البراميل المتفجرة وسقوط عشرات القتلى. نزاعات كهذه تكرّس فشل بنود نزع السلاح وتوحيد القيادة العسكرية.

⚖️ المعارضة منقسمة.. والحكومة تُقصي

الخلافات داخل حركة المعارضة (SPLM-IO) تعمق الأزمة، لا سيما بعد وضع رياك مشار قيد الإقامة الجبرية، ما أدى إلى انشقاقات داخلية. في المقابل، يواصل كير سياسة تعيين حكام موالين له، ما يقوض أي فرص لاستقرار سياسي.

🌍 التدخلات الإقليمية.. سلاح ذو حدين

تلعب دول الجوار دورًا بارزًا في تغذية النزاع. دخول قوات أوغندية تحت غطاء “التدريب العسكري” أثار غضب المعارضة، التي اعتبرته تدخلاً مفضوحًا لصالح كير. وتُتهم أطراف خارجية بدعم ميليشيات داخلية بالسلاح والمال.

⚠️ سيناريو الصراع الإقليمي

مع الحدود المفتوحة وانتشار السلاح، تبقى احتمالات تمدد النزاع نحو دول الجوار قائمة، في ظل غياب ضبط دولي حازم أو مبادرات واقعية لنزع فتيل الأزمة.

🛑 غياب الإرادة السياسية = تصعيد وشيك

يبدو واضحًا أن الإرادة السياسية غائبة لدى الطرفين؛ تأجيل الانتخابات المقررة في 2026، ورفض زيادة قوات حفظ السلام، كلها مؤشرات على التهرب من الحلول الجذرية.

🧨 أزمة إنسانية تتفاقم

وصل عدد النازحين إلى نحو 250 ألف شخص وسط انهيار في خدمات الصحة والغذاء. وتقارير أممية ترصد أوضاعًا كارثية في مخيمات الإيواء، ما ينذر بكارثة إقليمية إذا لم يتم التحرك سريعًا.

🌐 هل ينقذ المجتمع الدولي جنوب السودان؟

المطلوب اليوم تحرك دولي جاد يتجاوز التصريحات. لا بد من:

  • فرض ضغوط سياسية لتنفيذ بنود الاتفاق.
  • دعم برامج نزع السلاح ودمج المقاتلين.
  • تعزيز مهام بعثة الأمم المتحدة لحماية المدنيين.
  • تفعيل حوار وطني شامل لا يستثني أحدًا.