image

من أضرار الإرهاب في نيجيريا (أرشيفية)

رامي صلاح – (لندن)

في مشهد يعكس تحوُّلًا نوعيًّا في حرب نيجيريا الطويلة ضد الإرهاب، أعلنت القوات المسلحة في 30 مايو 2025 عن مقتل 60 مسلحًا في عملية عسكرية برية وجوية بولاية بورنو، المعقل الأبرز لجماعات “بوكو حرام” و”داعش – ولاية غرب إفريقيا”.

هذه العملية، التي وصفت بأنها نجاح تكتيكي لافت، تأتي ضمن جهود نيجيرية حثيثة ومدعومة إقليميًا ودوليًا، في معركة لا تدور رحاها فقط على الجبهات، بل تمتد إلى قضايا الفقر، التهميش، والضعف المؤسسي، وهي التربة الخصبة التي تتغذى عليها التنظيمات الإرهابية.

✅ النجاحات العسكرية: خطوة في طريق طويل

عملية بورنو تؤكد تصاعد كفاءة الجيش النيجيري في تنسيق الضربات البرية والجوية، مدعومًا بتكنولوجيا وتجهيزات حديثة، وبمساندة من قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا، بالإضافة إلى دعم إماراتي لوجستي واستخباراتي فاعل.

لكن النجاح العسكري، مهما بلغ مداه، لن يكون كافيًا ما لم يترافق مع استراتيجية شاملة تتعامل مع الإرهاب كظاهرة مركبة. فالفقر والبطالة وتآكل الخدمات العامة، خصوصًا في الشمال الشرقي، ما زالت تشكل تحديًا كبيرًا.

🔁 العدو يتكيّف.. والمهمة تزداد تعقيدًا

تُظهر الجماعات الإرهابية مرونة تكتيكية واضحة، فبعد أن تراجعت المواجهات الكلاسيكية، انتقلت إلى حرب العصابات والهجمات الخاطفة، في محاولة لإبقاء الدولة النيجيرية في حالة استنزاف دائم.

وتُعدّ ولاية بورنو بؤرةً صعبة بسبب جغرافيتها المعقدة ونقص التنمية، ما يجعلها بيئة خصبة للتجنيد والتغلغل، ويزيد من صعوبة العمليات الأمنية.

🤝 الإمارات.. شريك أمني وتنموي

برزت دولة الإمارات العربية المتحدة كأحد أبرز الداعمين الإقليميين لنيجيريا، من خلال دعم القدرات الأمنية، والمشاريع التنموية، وبرامج التدريب، وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
وتتبنى الإمارات نهجًا متكاملًا يجمع بين محاربة الفكر المتطرف، وتجفيف مصادر تمويله، وتحسين الواقع الاقتصادي والاجتماعي للمجتمعات الهشة.

هذا الدعم لا يُسهم فقط في المواجهة العسكرية، بل يعزز صمود الدولة النيجيرية في بناء مجتمعات أكثر تحصينًا.

🧭 بين النصر والتعايش

هل تنتصر نيجيريا في الحرب على الإرهاب؟
الجواب لا يقبل الحسم القاطع. فالطريق طويل، والانتصار لا يأتي فقط من فوهات البنادق. بل من داخل المدارس والمستشفيات والمصانع والمنازل، حيث تُبنى دولة قادرة على الحماية، والتنمية، والوقاية من عودة التطرف.

ويبقى التنسيق مع الحلفاء الإقليميين والدوليين، وخصوصًا الإمارات، أحد أهم مفاتيح تحقيق الاستقرار المستدام في نيجيريا والقارة الأفريقية.