آثارٌ في السماء بعد أن أعلنت القوات المسلحة الإيرانية استهداف قاعدة العديد بهجومٍ صاروخي
في تصعيد غير مسبوق، شهدت منطقة الخليج مساء اليوم الاثنين هجمات صاروخية وطائرات مسيرة استهدفت قواعد أميركية استراتيجية، من بينها قاعدة “العديد” في قطر، التي تمثل واحدة من أكبر قواعد القوات الأميركية في المنطقة.
هذا التصعيد، الذي تزامن مع هجمات على قواعد أميركية في العراق، أثار تساؤلات واسعة عن الأسباب الحقيقية وراء استهداف قاعدة تقع في دولة تعد حليفاً بارزاً لأميركا، وفي الوقت نفسه تملك علاقات معقدة مع إيران.
تعتبر قطر حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة في الخليج، حيث تستضيف قاعدة العديد، التي تعد نقطة انطلاق مركزية للقوات الأميركية في المنطقة، خصوصاً في عمليات مكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن الإقليمي.
وفي الوقت نفسه، تمتلك قطر علاقة دبلوماسية متوازنة مع إيران، حيث تشترك معها في حوض الخليج وتقاسم الحقول الغازية العملاقة، إضافة إلى حدود بحرية مباشرة.
وفق محللين، تحاول قطر لعب دور الوسيط بين إيران والغرب، مستغلة موقعها الجغرافي وعلاقاتها الدبلوماسية الخاصة، كما ظهر ذلك جلياً في محاولات الوساطة في الأزمة الخليجية السابقة التي شهدت حصاراً على قطر من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر. في تلك الأزمة، كانت إيران الداعم الرئيسي لقطر، عبر تقديم المساعدات اللوجستية والمالية، مما زاد من تقارب العلاقات بين الدوحة وطهران.
يرى الخبراء أن استهداف قاعدة العديد من قبل فصائل مدعومة من إيران ليس مجرد رد عسكري عابر، بل يحمل دلالات استراتيجية وسياسية عميقة:
“إيران تريد أن تبعث برسالة واضحة إلى واشنطن مفادها أنها قادرة على الوصول إلى قلب شبكة الدعم العسكري الأميركية في الخليج، وأن قواعدها ليست محصنة، حتى في دول الحلفاء مثل قطر.”
“الهجوم يهدف لاختبار رد الفعل الأميركي وطبيعة تحركاته في المنطقة. إيران تحاول خلق معادلة ردع جديدة دون الانجرار إلى مواجهة شاملة، لكنها تخاطر بأن يؤدي أي خطأ في التقدير إلى تصعيد خطير.”
“استهداف قاعدة في قطر يحمل بعداً سياسياً إقليمياً. قطر التي تحاول لعب دور الوسيط بين إيران والغرب قد تتعرض لضغوط داخلية وخارجية لتعديل سياستها أو تقديم مزيد من التنازلات لإيران، خصوصاً في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة.”
الهجوم على قاعدة العديد يؤكد أن الخليج لم يعد مجرد ساحة خلفية للصراعات الإقليمية، بل بات هدفاً مباشراً. كما يرى البروفيسور مايكل إيفانز، الباحث في الشؤون الأمنية بجامعة كولومبيا:
“الخليج مهدد بشكل مباشر اليوم، والتهديد لم يعد محصوراً في العراق وسوريا فقط. استهداف قواعد في دول الخليج هو بداية لمرحلة جديدة، حيث تتعرض البنية التحتية العسكرية لحلفاء واشنطن إلى هجمات مستمرة.”
مع تصاعد التوتر، تبرز عدة احتمالات لمجريات الأوضاع في الساعات والأيام القادمة:
رغم محاولات الدوحة لعب دور الوسيط، فإنها تواجه تحديات معقدة:
الهجوم على قاعدة العديد في قطر هو مؤشر خطير على أن منطقة الخليج باتت أكثر هشاشة من أي وقت مضى. إيران تستخدم فصائلها وأدواتها لتحقيق أهداف استراتيجية عبر ضرب قواعد عسكرية أميركية في قلب حلفائها، في محاولة لإعادة رسم قواعد اللعبة الإقليمية.
في المقابل، تتأرجح الدول الخليجية بين الحفاظ على استقرارها وتجنب الانزلاق إلى صراع مباشر، وبين حماية مصالحها الاستراتيجية التي تقتضي تحالفاً وثيقاً مع واشنطن.
في ظل هذه المعادلة المعقدة، يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح الدبلوماسية في منع اشتعال حرب شاملة في الخليج؟ أم أن المنطقة على أبواب فصل جديد من النزاعات التي قد تغير وجه الشرق الأوسط للأبد؟
وحدة السياسية – لندن – اليوم ميديا
تكثف الولايات المتحدة جهودها الدبلوماسية لفرض الالتزام بخطة وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد…
رفض الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي اليوم الاثنين عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب…
أحالت النيابة العامة لدولة الإمارات تسعة متهمين إلى المحاكمة بعد ثبوت تورطهم في تشكيل عصابة…
وصل المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر إلى إسرائيل اليوم الاثنين،…
رغم إعلان وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وحماس، تصاعدت التوترات…
توسّع السلطات الفرنسية نطاق إجراءات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب لتشمل منصات تداول العملات المشفرة،…