أعلن الجيش الإسرائيلي رسمياً أن مدينة غزة أصبحت “منطقة قتال خطيرة”، منهياً بذلك ما وصفه بـ”التوقفات التكتيكية” التي سمحت سابقاً بتسليم كميات محدودة من الغذاء. هذا القرار يأتي في ظل تصاعد القصف البري والجوي، وسط تحذيرات منظمات الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية.
المئات من المدنيين، بينهم أطفال وكبار سن ومرضى، يعيشون أوضاعاً مأساوية بسبب نقص الغذاء والماء والمأوى. ويشير برنامج الأغذية العالمي إلى أن المجاعة قائمة بالفعل في القطاع، وأن الهجوم الموسع سيؤدي إلى نزوح ما يُقدّر بنحو مليون فلسطيني، العديد منهم عاجزون عن الحركة بسبب الضعف أو الأمراض المزمنة.
القصف البري والجوي: مناطق سكنية تحت النار
تقدمت دبابات الجيش الإسرائيلي نحو حي الصفطاوي شمال غزة تحت غطاء ناري كثيف من المدفعية والطائرات. وتعرضت مناطق مثل جباليا النزلة لقصف عنيف أدى إلى تدمير عشرات المنازل.
هذه العمليات تهدد حياة المدنيين بشكل مباشر، خصوصاً الأطفال والنساء وكبار السن. وقد أشارت الأمم المتحدة إلى أن العديد من هؤلاء الأشخاص قد لا يتمكنون من الإخلاء، مما يزيد من خطورة الوضع الإنساني ويقرب القطاع من كارثة شاملة.
نزوح جماعي متوقع وأزمات متصاعدة
مع استمرار الهجوم، من المتوقع أن يضطر نحو مليون فلسطيني إلى النزوح الداخلي، معظمهم من الأحياء الأكثر تضرراً. ويشير خبراء الإغاثة إلى أن هذا النزوح سيزيد من ضغط الملاجئ المؤقتة والمستشفيات، التي تعاني أصلاً من نقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية.
وتحذر منظمات دولية من أن استمرار النزوح والمجاعة قد يؤدي إلى كارثة صحية تشمل انتشار الأمراض وسوء التغذية بين الأطفال وكبار السن.
الجهود الإنسانية في مواجهة العنف
رغم استمرار الهجوم، تحاول الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة تقديم الدعم، لكن القيود العسكرية والصعوبات اللوجستية تحد من فاعلية هذه الجهود. وقد دعت مفوضية حقوق الإنسان ووكالات الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لحماية المدنيين وتوفير المساعدات الأساسية.
كما شدد برنامج الأغذية العالمي على أن الوضع الحالي في غزة يُظهر “غياب ما يكفي من الغذاء” ويحتاج إلى تدخل عاجل لتجنب الكارثة الإنسانية.
تحذير عالمي من كارثة وشيكة
الوضع في غزة يزداد خطورة يوماً بعد يوم. الهجوم البري المستمر، إلى جانب نقص الغذاء والمياه والخدمات الأساسية، يجعل القطاع على حافة كارثة إنسانية شاملة. تحذر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من أن المدنيين هم المتضرر الأكبر، وأن أي استمرار في العمليات العسكرية دون حماية للسكان المدنيين قد يضاعف حجم المعاناة ويحول غزة إلى واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم الحديث.
لندن – اليوم ميديا

