ترامب يدرس الضغط على إسرائيل للإفراج عن مروان البرغوثي
كشفت مجلة تايم الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرس حاليًا إمكانية حث إسرائيل على إطلاق سراح القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي، المسجون منذ أكثر من 20 عامًا، في خطوة قد تُعيد تشكيل المشهد السياسي الفلسطيني.
ترامب: القرار قيد الدراسة
قال ترامب في مقابلة مع مجلة تايم، نُشرت اليوم الخميس: “واجهت هذا السؤال قبل 15 دقيقة فعليًا من اتصالك… هذا هو السؤال اليوم بالنسبة لي. لذا سأتخذ قرارًا”.
وأضاف ترامب، الذي كان يتحدث خلال مقابلة أُجريت في 15 أكتوبر تشرين الأول، أن الفلسطينيين يفتقرون إلى زعيم واضح، مشيرًا إلى أن البرغوثي قد يكون شخصية قادرة على توحيد الصف الفلسطيني خلف حل الدولتين، رغم رفض إسرائيل المتكرر الإفراج عنه.
من هو مروان البرغوثي؟
البرغوثي (66 عامًا) حُكم عليه عام 2004 بخمسة أحكام بالسجن المؤبد و40 عامًا إضافية، بعد إدانته بتدبير هجمات وكمائن ضد إسرائيليين خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وهو ما نفاه تمامًا.
ويُنظر إليه داخل حركة فتح كأحد أبرز رموز المقاومة، كما يحظى باحترام واسع في صفوف الفلسطينيين، حتى بين خصومه في حركة حماس، ويشبّهه كثيرون بالرئيس الراحل ياسر عرفات.
صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار
تأتي تصريحات ترامب بعد نجاحه هذا الشهر في التوسط باتفاق لوقف إطلاق النار أنهى حربًا استمرت عامين بين إسرائيل وحماس.
الاتفاق، المكوّن من 20 بندًا، شمل إطلاق سراح نحو ألفي سجين فلسطيني مقابل تحرير عشرين رهينة إسرائيلية على قيد الحياة، إضافة إلى استعادة رفات 15 رهينة من أصل 28 متوفين.
ولضمان استمرار الهدنة، زار عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين إسرائيل خلال الأيام العشرة الماضية، من بينهم ترامب نفسه، والمبعوث ستيف ويتكوف، ومستشار ترامب السابق جاريد كوشنر، كما وصل وزير الخارجية ماركو روبيو إلى إسرائيل اليوم الخميس.
أنباء عن تعرض البرغوثي للاعتداء
ذكر سجينان فلسطينيان أفرج عنهما مؤخرًا أن ثمانية من عناصر الأمن الإسرائيلي اعتدوا بالضرب على البرغوثي حتى فقد وعيه أثناء نقله في 14 سبتمبر أيلول.
وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية إن تلك الاتهامات “ملفقة”، مؤكدة أنها تعمل وفق القانون وتضمن سلامة السجناء.
وفي أغسطس الماضي، نشر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير مقطع فيديو يظهره وهو يزور البرغوثي في السجن قائلاً له: “لن تنتصر”.
مشهد فلسطيني منقسم وقيادة غائبة
يظل السؤال الأكبر: من سيقود الفلسطينيين بعد محمود عباس؟
فالرئيس عباس، البالغ من العمر 89 عامًا، يدير أجزاء من الضفة الغربية، بينما تسيطر حماس على قطاع غزة الذي دمرته الحرب.
انتُخب عباس عام 2005، لكن الانتخابات اللاحقة تأجلت مرارًا، في ظل غياب رؤية موحدة.
ترامب يعارض ضم الضفة الغربية
أكد ترامب في المقابلة مع تايم أنه يعارض بشدة أي خطوة إسرائيلية لضم الضفة الغربية، قائلاً: “لن يحدث ذلك. وعدت الدول العربية. لا يمكنكم فعل ذلك الآن… ستفقد إسرائيل دعم الولايات المتحدة إذا حدث ذلك”.
وجاءت تصريحاته بعد أن أقر الكنيست الإسرائيلي، بأغلبية ضئيلة (25 مقابل 24 صوتًا)، مشروع قانون مثير للجدل يقوده إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش، وهو ما وصفه مكتب نتنياهو بأنه “استفزاز سياسي متعمد”.
وقال نائب الرئيس الأمريكي جيه.دي فانس من جانبه: “إذا كانت هذه مناورة سياسية، فهي غبية للغاية، وأنا أعتبرها إهانة”.
لندن – اليوم ميديا





