واشنطن تكشف خطتها السرية لغزة من قلب إسرائيل
من داخل مركز شحن رمادي في جنوب إسرائيل، انطلقت مهمة أمريكية معقدة تشمل مراقبة وقف إطلاق النار الهش في غزة والتخطيط لتشكيل قوة دولية لتحقيق الاستقرار في القطاع، وسط تحديات سياسية وعسكرية كبيرة.
مهمة أمريكية معقدة في قلب جنوب إسرائيل
أعلن الجيش الأمريكي هذا الأسبوع أن نحو 200 جندي من ذوي الخبرة في مجالات النقل والتخطيط والأمن والهندسة بدأوا العمل على مراقبة وقف إطلاق النار وتنظيم تدفق المساعدات الإنسانية والأمنية إلى غزة.
يقع مركز التنسيق المدني العسكري في مجمع أعمال مقابل مصانع خشب وصلب في مدينة كريات جات، شمال شرق غزة، ويستضيف أيضًا عسكريين إسرائيليين وبريطانيين وكنديين، بحسب تقرير لريترز.
تشكيل قوة دولية: حجر الأساس لوقف إطلاق النار
واحدة من المهام الرئيسية تشمل إنشاء قوة دولية مدعومة من الولايات المتحدة في غزة. ورغم استبعاد واشنطن إرسال جنود أمريكيين إلى القطاع، قد تُستعين القوات بدول مثل مصر وإندونيسيا ودول خليجية.
ويُعد إنشاء هذه القوة جزءًا رئيسيًا من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، لكن العقبات متعددة، أبرزها:
- استعداد الدول العربية وغيرها لإرسال قوات.
- المخاوف الإسرائيلية بشأن شكل القوة ونطاق عملها.
- عدم التزام حركة حماس بنزع سلاحها.
قال إيتمار رابينوفيتش، السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن: “سيكون من الضروري منع استمرار الصراع… إنه أمر ممكن، لكنه سيكون بالغ الصعوبة.”
ومن جهة أخرى، صرح متحدث باسم حماس بأن نشر قوة دولية مسألة حساسة وتتطلب نقاشًا مستفيضًا قبل اتخاذ موقف نهائي.
غموض حول التفويض يضعف جهود التنفيذ
زار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو موقع المراقبة في كريات جات يوم الجمعة، في إطار زيارة تستغرق يومين. وأكد أن المناقشات لا تزال مستمرة حول قواعد الاشتباك وما إذا كانت القوة ستعمل بتفويض من الأمم المتحدة.
أوضح دبلوماسيون مطلعون أن هناك مقترحات لتشكيل قوتين:
- لتأمين الحدود بين إسرائيل وغزة.
- للعمل داخل القطاع.
كما تشير الخطة إلى أن بعض الدول الأوروبية ترغب في إشراك آلاف من قوات الأمن الفلسطينية المدربة في مصر والأردن، جنبًا إلى جنب مع عدد أقل من القوات الدولية.
تحديات المشاركة الدولية
يشير خبراء إلى أن الكثير من الدول ستتردد في المشاركة إذا كان المتوقع أن تقاتل القوة الدولية حركة حماس، بينما ستبتعد الدول العربية عن المشاركة ما لم يتم التقدم نحو إقامة دولة فلسطينية.
أوضح إتش إيه هيلير، الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في بريطانيا: “لن تود أي دولة المخاطرة بإدخال قواتها في مستنقع عسكري” دون موافقة حماس على التعاون بشأن نزع السلاح.
وأشار نائب الرئيس الأمريكي جيه.دي فانس إلى احتمال مشاركة دول خليجية وتركيا وإندونيسيا، في حين أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن معارضته لأي دور للقوات التركية في غزة.
السيناريو المحتمل في حال فشل القوة الدولية
حذر أساف أوريون، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: “من المرجح أن تستأنف إسرائيل الحرب إذا لم يتم إنشاء القوة الدولية وإذا رفضت حماس نزع سلاحها. إسرائيل لا تحب أن تكتفي بالمشاهدة، وتفضل منع التهديدات واستباقها.”
تظل خطة الولايات المتحدة لإنشاء قوة دولية في غزة خطوة حساسة ومعقدة، تواجه تحديات سياسية وعسكرية كبيرة، بما في ذلك التزام حماس بنزع السلاح، استعداد الدول للمشاركة، وتنسيق القوة مع إسرائيل. ويشير المراقبون إلى أن نجاح هذه الخطة سيكون محوريًا لتحقيق استقرار حقيقي في غزة ووقف إطلاق النار الهش.
لندن – اليوم ميديا





