سيبريا 2: أنبوب الغاز الروسي الصيني يشعل المنافسة الأميركية-الأوروبية

يشهد سوق الغاز الطبيعي العالمي تحوّلًا استراتيجيًا جديدًا بعد اتفاق موسكو وبكين على تنفيذ مشروع أنابيب “سيبريا 2”، الذي سيضاعف إمدادات الغاز الروسي للصين، ويعيد رسم خريطة المنافسة بين شركات الطاقة الأميركية والأوروبية، وفق تقرير نشره موقع أويل برايس.

أنبوب “سيبريا 2” يغيّر قواعد اللعبة

يسهم المشروع في رفع حجم الغاز المنقول عبر الأنابيب من روسيا إلى الصين، ما يضع الشركات الأميركية أمام تحديات جديدة في محاولاتها تعزيز حصتها من تجارة الغاز الطبيعي المسال في السوق الأوروبية، التي كانت لسنوات تحت سيطرة شركات كبرى مثل شل وبي بي وتوتال إنرجي وإيني.

الشركات الأميركية تدخل ساحة المنافسة

تسعى إكسون موبيل وشيفرون إلى توسيع نشاطهما في تجارة الغاز الطبيعي المسال، رغم التكلفة العالية لاستخراج الغاز الصخري في الولايات المتحدة وتكاليف النقل الكبيرة، ما يضغط على هوامش الأرباح مقارنة بالشركات الأوروبية.

ويشير التقرير إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مارست ضغوطًا على أوروبا لقبول شحنات الغاز الأميركي مقابل تخفيف الرسوم على صادراتها لبلاده.

تحوّل في هيمنة السوق الأوروبية

في وقت تحاول فيه شركات مثل شل وبي بي الحفاظ على هيمنتها، تتحرك شركات أميركية كبرى للاستحواذ على جزء من السوق، ما يزيد المنافسة ويُتوقع أن يؤدي إلى تحسين الأسعار للمستهلكين عالميًا.

وأكد مسؤول في إكسون لصحيفة فاينانشيال تايمز: “اليوم سوق الغاز مختلف تمامًا… حتى كبار اللاعبين منفتحون على صفقات جديدة بعد دخول روسيا بقوة إلى السوق الصينية”.

آسيا المحرك الأكبر للطلب العالمي

تشير توقعات شل إلى أن الطلب على الغاز الطبيعي المسال سيرتفع بنسبة 60% بحلول عام 2040، مدفوعًا بالنمو الاقتصادي في آسيا. كما بدأت شركات مثل توتال إنرجي وبي بي مشروعات جديدة في إفريقيا، أبرزها في سواحل السنغال وموريتانيا، لزيادة القدرة الإنتاجية.
وتكشف تقارير عن توقيع شركات أميركية عقود توريد تصل إلى سبعة ملايين طن سنويًا في آسيا، ما يبرز أهمية هذه المنطقة كمركز رئيسي لطلب الغاز.

المنافسة تحفز الأسعار وتدعم المستهلكين

تؤكد وكالة الطاقة الدولية أن الطلب على الغاز سيعود للنمو سريعًا اعتبارًا من العام المقبل، بعد فترة من التباطؤ النسبي. ويرى خبراء أن توسع اللاعبين الأميركيين والأوروبيين في تجارة الغاز الطبيعي المسال سيخلق توازنًا أكبر في السوق، ويعود بالنفع على المستهلكين من خلال تعزيز المعروض وخفض الأسعار.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى