image

فلاديمير بوتين وشي جين بينغ (CNN) غيتي

في خضم تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، قدّم الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين جبهة موحدة ضد التصعيد، في ما وصفه مراقبون بأنه رسالة مبطنة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يدرس تدخلاً عسكريًا مباشرًا في الصراع.

خلال اتصال هاتفي جمع الزعيمين، أدان بوتين وشي بشدة تصرفات إسرائيل، واعتبراها انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة، محذرَين من أن جرّ الولايات المتحدة إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط سيكون كارثيًا.

وفي لهجة غير معتادة، قال شي إن على “القوى الكبرى”، خاصة ذات النفوذ على أطراف النزاع، أن تعمل على تهدئة التوتر، لا إشعاله—في إشارة واضحة إلى إدارة ترامب، التي تتأرجح بين التصعيد والدبلوماسية في تعاملها مع إيران.

قلق صيني روسي من مغامرة أميركية

ترى بكين وموسكو في التصعيد الحالي فرصة لإبراز نفسيهما كـ”صوتين للعقل”، مقابل ما تعتبرانه فوضوية أميركية في إدارة الملفات الدولية، لا سيما في الشرق الأوسط.

ووفقًا لتحليل نشرته شبكة CNN، فإن بعض الأكاديميين الصينيين حمّلوا ترامب مسؤولية الفوضى الحالية، معتبرين أن رئاسته الثانية تُضعف هيبة واشنطن وتُقوّض قدرتها على ردع الخصوم.

مصالح الصين في إيران

إيران تمثل ثقلًا استراتيجيًا للصين، فهي شريك رئيسي في مبادرة الحزام والطريق، وتطل على مضيق هرمز الحيوي لواردات النفط الصينية. كما أنها عضو فاعل في كل من منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس.

وتؤكد بكين دعمها لطهران في وجه الضغوط الغربية، في حين تحاول أيضًا لعب دور الوسيط، عبر اتصالات مكثفة أجراها وزير الخارجية الصيني مع نظرائه في إسرائيل وإيران ومصر وسلطنة عُمان.

وساطة صعبة.. ورسالة رمزية

رغم أن بكين قدمت نفسها كـ"وسيط سلام"، فإن سجلها في التوسط الفعّال بالمنطقة محدود، كما حدث في أزمة غزة. ومع ذلك، فإن تقديم الصين كقوة مسؤولة تدعو لضبط النفس يمنحها نقاطًا رمزية في سباق النفوذ العالمي، خصوصًا أمام دول الجنوب.

في المقابل، يستمر بوتين في دعم إيران كحليف استراتيجي، فيما تستثمر روسيا في إظهار أميركا كقوة مدمّرة للسلام العالمي.

خلاصة:

رسالة شي وبوتين إلى ترامب واضحة: لا للحرب، نعم لتوازن القوى بعيدًا عن الهيمنة الأميركية. ومع دخول المنطقة نفقًا أكثر ظلمة، تتحوّل الصين وروسيا إلى لاعبين يروّجان لبديل "عالمي متعدد الأقطاب" يتحدى القيادة الأميركية.

المصدر: لندن - اليوم ميديا