
في أعقاب الضربة الجوية الأميركية على منشآت نووية إيرانية، يدخل الشرق الأوسط مرحلة أكثر غموضًا وتعقيدًا، وسط ترقب دولي واسع لرد فعل طهران. وبينما تلتزم إيران الصمت الرسمي حتى الآن، تتزايد التساؤلات حول السيناريوهات المحتملة للمرحلة المقبلة، وأثرها على أمن المنطقة واستقرارها.
السيناريو الأول: رد محدود محسوب
قد تلجأ إيران إلى تنفيذ عمليات انتقامية محدودة ضد أهداف أميركية أو مصالح واشنطن في العراق وسوريا، عبر أذرعها مثل “الحشد الشعبي” أو “حزب الله”، مع الحرص على عدم تجاوز الخطوط الحمراء التي قد تستفز رداً مباشراً من الولايات المتحدة.
السيناريو الثاني: تصعيد إقليمي واسع
إذا اختارت إيران الرد بشكل مباشر أو تصعيدي، فقد نكون أمام مواجهة مفتوحة تشمل الخليج، وإسرائيل، وربما الممرات البحرية الاستراتيجية كهرمز وباب المندب. هذا السيناريو ينذر بانهيار اقتصادي إقليمي وتهديد لحركة النفط العالمية.
السيناريو الثالث: العودة للمفاوضات تحت الضغط
تشير بعض التقديرات إلى أن واشنطن تهدف من الضربة إلى إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات النووية بشروط أكثر صرامة. في هذا السياق، قد تختار طهران الامتصاص السياسي المؤقت تمهيدًا لصفقة جديدة، خاصة مع تزايد الضغط الشعبي والاقتصادي في الداخل.
يرى الدكتور مارك هولمز، أستاذ السياسات الدولية بجامعة جورجتاون وزميل سابق في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، أن الضربة الأميركية تمثّل لحظة فارقة لكنها لا تُغلق الباب أمام التصعيد، بل تفتحه على مصراعيه.
وفي حديث خاص لـ”اليوم ميديا”، قال هولمز:
“الضربة الأميركية ليست نهاية اللعبة، بل بداية فصل أكثر تعقيدًا. إيران لن ترد بشكل مباشر إلا إذا أُجبرت، لكنها ستستخدم أدواتها غير النظامية في الإقليم لإبقاء واشنطن ودول الخليج في حالة توتر دائم.”
وأضاف موضحًا:
“نتوقع نشاطًا متزايدًا لوكلاء إيران في العراق وسوريا، وربما لبنان واليمن أيضًا، خاصة إذا رأت طهران أن الرد العلني سيجلب عواقب عسكرية كارثية.”
ويشير هولمز إلى أن الضربة “قد تعزز موقف التيار المتشدد داخل النظام الإيراني، ما يصعّب أي عودة سريعة للمفاوضات النووية”، لافتًا إلى أن “واشنطن تلعب لعبة توازن دقيق، لكنها تتحرك على حافة الهاوية، وأي خطأ حسابي صغير قد يفتح بوابة صراع مفتوح في الخليج”.
في المقابل، يرى خبير مصري في الشؤون الإقليمية أن الولايات المتحدة تسعى لتوجيه رسالة ردع واضحة دون الانزلاق إلى حرب شاملة، لكنه يُحذر من أن “الخطر الأكبر يكمن في ردود الفعل غير المتوقعة، خصوصًا إذا قررت إيران تحريك جبهات مشتعلة مثل اليمن ولبنان”.
ويضيف أن مستقبل المنطقة “يتوقف إلى حدّ كبير على عقلانية القرار الإيراني”، لافتًا إلى أن أي تصعيد عشوائي قد يؤدي إلى انهيار توازن القوى ويفتح المجال أمام تدخلات دولية واسعة النطاق.
حتى اللحظة، تبقى كل السيناريوهات مفتوحة، بينما يتسابق صناع القرار في طهران وواشنطن بين منطق الردع ومنطق التهدئة. لكن المؤكد أن “ما بعد الضربة” ليس كما قبلها، وأن الخليج والشرق الأوسط أمام أسابيع قد تكون الأشد اضطرابًا منذ سنوات.
من وحدة التحليل السياسي – لندن – اليوم ميديا

تابع آخر الأخبار العاجلة، التحليلات العميقة، وكل ما يحدث حول العالم لحظة بلحظة

منذ اندلاع "حرب المدن" خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980–1988)، اتخذت طهران قرارًا استراتيجيًا ببناء ترسانة صاروخية محلية. في مواجهة هجمات صواريخ سكود العراقية، رأت القيادة الإيرانية أن الردع النفسي والاستراتيجي لا يكون إلا عبر صواريخها الخاصة. هكذا وُلدت العقيدة الصاروخية الإيرانية تحت الحصار والنار. التحول من المستخدم إلى المُصنّع في التسعينيات، بدأ الحرس الثوري بقيادة [...]

رغم ما ردّده الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من شعارات النصر، إلا أن الواقع على الأرض لا يشير إلى تحقيق أي من الأهداف الثلاثة المعلنة لتلك الحرب الخاطفة: لم يُقضَ على البرنامج النووي الإيراني، ولم تُدمّر الترسانة الصاروخية الإيرانية، ولم يسقط النظام في طهران. إيران صمدت.. وأعادت تشكيل الصفوف بحسب تقييم [...]

كشفت بيانات رسمية حجم الخسائر التي لحقت بالجبهة الداخلية الإسرائيلية جراء القصف الإيراني الأخير، في أعقاب حرب استمرت 12 يومًا. وأظهرت التقديرات المجمعة من قبل السلطات المحلية وقيادة الجبهة الداخلية ومصلحة الضرائب أن آلاف البنايات دُمرت، وأُجبرت آلاف الأسر على النزوح، فيما تجاوز عدد طلبات التعويضات أكثر من 41 ألفًا. أكثر المدن تضررًا: حجم الكارثة: [...]

أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، في بيان ختامي أن عملية "الأسد الصاعد"، التي استمرت 12 يومًا، حققت إنجازًا عسكريًا متكاملًا وتفوّقًا جويًا كاملاً داخل إيران، مؤكدًا أنها حققت كافة أهدافها – بل وتجاوزتها. أبرز نتائج العملية: الدفاع الجوي الإسرائيلي: وأكد البيان أن هذه العملية غيّرت المعادلة النووية وأثبتت قدرة إسرائيل على الوصول وضرب الأهداف الأكثر تحصينًا [...]

عبّر ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق سلام شامل مع إيران، رغم التوترات الأخيرة والهجمات المتبادلة بين طهران وتل أبيب. وقال ويتكوف في مقابلة مع شبكة CNBC، الأربعاء: "أنشطة إيران في مجال التخصيب والتسلّح النووي تمثل خطوطاً حمراء للولايات المتحدة. لا يمكننا السماح لإيران بامتلاك سلاح [...]

قال رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، ديفيد بارنيع، اليوم الأربعاء، إن إسرائيل ستواصل مراقبة كل نشاط نووي إيراني عن كثب لمنع أي تهديد مستقبلي، مشيراً إلى أن التهديد النووي الإيراني تقلص بشكل كبير بعد العملية العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة. وأضاف بارنيع، في أول تعليق علني له حول العملية التي استمرت 12 يوماً ضد المنشآت [...]