image

من مخيم زمزم في الفاشر شمال دارفور - رويترز

لندن – اليوم ميديا

في صحراء مفتوحة بلا خيام، وعلى حدود دول مرهقة أصلًا بالأزمات، يقف ملايين السودانيين وقد فرّوا من جحيم الحرب التي لم تبقِ ولم تذر.
4 ملايين إنسان تركوا منازلهم وأحلامهم ومدنهم التي تحولت إلى ساحات رعب. إنه أكبر نزوح بشري يشهده العالم اليوم… ومع ذلك، العالم لا يزال يتعامل مع المأساة وكأنها “خبر عابر”.

الفصل الأول: أرقامٌ تخجل منها الضمائر

بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، تجاوز عدد النازحين من السودان 4 ملايين شخص حتى 3 يونيو 2025، وسط تحذيرات من أن حجم النزوح “يهدد الاستقرار الإقليمي والعالمي”.

النازحون توزعوا بين تشاد، جنوب السودان، إثيوبيا ومصر، فيما يفتقر معظمهم لأدنى مقومات الحياة: لا غذاء، لا دواء، ولا أمن.

الفصل الثاني: دارفور تحترق من جديد

في شمال دارفور، وتحديدًا بمدينة الفاشر، تتكرر فصول المأساة القديمة-الجديدة.

رغم كون المدينة مركزًا للعمليات الإنسانية، تعرضت قافلة أممية تحمل مساعدات غذائية إلى هجوم مسلح، أسفر عن ضحايا وسقوط قتلى بحسب تقارير أولية.

المتحدثة باسم اليونيسف وصفت الهجوم بأنه “انتهاك خطير للقانون الإنساني”.

الفصل الثالث: ما بعد 15 أبريل.. وطنٌ إلى الهاوية

اندلعت شرارة الحرب في 15 أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، وسط انهيار اتفاق سياسي كان يُفترض أن يقود البلاد نحو الديمقراطية.

منذ ذلك الحين، تقارير المنظمات الدولية تؤكد مقتل الآلاف، ووقوع جرائم حرب واغتصاب وعنف عرقي، لا سيما في مناطق دارفور وكردفان.
ومع انهيار البنية التحتية، بات ملايين السودانيين على شفا المجاعة، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

الفصل الرابع: الصمت الدولي.. شريك غير معلن في الجريمة؟

رغم حجم الكارثة، تبدو الاستجابة الدولية دون الحد الأدنى المطلوب.
لا مؤتمرات طارئة، لا تحركات رادعة، ولا حتى ضغوط فاعلة لفرض وقف إطلاق النار.
تقول إحدى النازحات قرب الحدود التشادية:

“لسنا أرقامًا في تقارير… نحن بشر، نموت كل يوم ألف مرة”.

الخاتمة: إلى متى؟

مع كل يوم يمضي، يتسع جرح السودان وتتلاشى آمال العودة.

وفي ظل غياب حل سياسي حقيقي، يبدو أن معاناة النازحين ليست إلا بداية لكارثة طويلة الأمد، قد لا تقف حدودها عند الخرطوم ولا عند دارفور… بل قد تهز استقرار القارة، وربما العالم بأسره.