
خاص – (اليوم ميديا)
في لحظة بالغة الحساسية على المستويين الإقليمي والدولي، تأتي زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى منطقة الخليج، لتؤكد ليس فقط عودة الحضور الأميركي المباشر إلى قلب الشرق الأوسط بعد فترة من الانكفاء النسبي، بل أيضا لتعكس تحوّلا هيكليا في طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة ودول المنطقة.
التحول الجديد يشي بأن الدول الخليجية، وخاصة السعودية والإمارات وقطر، من المنظور الأميركي باتت فواعل إقليمية لها حضور مستقل في ملفات السياسة والاقتصاد والطاقة والأمن، وتتعامل مع القوى العظمى من موقع الفاعل لا التابع، وهو ما يُكسب الزيارة دلالة خاصة تتجاوز البروتوكول إلى مستوى إعادة تعريف التوازنات في مرحلة انتقالية يمر بها النظام الدولي.
أبعاد جيوإستراتيجية
وتأتي الزيارة بالتزامن مع بداية ولاية ترامب الثانية، وهي لحظة يُعاد فيها ضبط أولويات السياسة الخارجية الأميركية، كما أنها تأتي في ظل بيئة جيوسياسية مشحونة بتطورات خطرة، أبرزها التصعيد المستمر في الأراضي الفلسطينية، ومآلات الاتفاق النووي الإيراني، والحرب التجارية خاصة بين واشنطن وبكين، والصراع في أوكرانيا ما يجعل المنطقة نقطة التقاء إستراتيجية بين مصالح واشنطن وحاجاتها الأمنية والاقتصادية من جهة، وبين طموحات دول الخليج في التموقع كمراكز قوة ذات قدرة على التأثير في النظام الدولي من جهة أخرى.
اقرأ أيضا
ترامب والخليج: ما الذي يريده الطرفان؟
وتتضح الأبعاد الجيوإستراتيجية للزيارة في تعدّد المستويات التي تناولتها، حيث لا تقتصر على صفقات اقتصادية أو تعاقدات دفاعية، بل يرجح أن تشمل أيضا تحريك ملفات سياسية معقدة تتطلب من دول الخليج أداء دور الوسيط أو الحليف أو اللاعب المحوري.
شراكة حقيقية مع الخليج
ويرتبط هذا بإدراك واشنطن، في عهد ترامب، أن أدواتها التقليدية لم تعد كافية وحدها لتحقيق الأهداف، وأن استقرار الشرق الأوسط لم يعد ممكنا من دون شراكة حقيقية مع العواصم الخليجية، لاسيما الرياض وأبوظبي والدوحة، التي نجحت كلٌّ منها في ترسيخ استقلال في القرار السياسي، وانفتاح على تعدد الشركاء الدوليين دون الوقوع في فخ الاصطفافات.
اقرأ أيضا
ترامب يزور 3 من أغنى دول العالم.. هذه أمنياته
ومن هنا، فإن اختيار ترامب للقيام بهذه الجولة الخليجية في بدايات عهدته الثانية لا يُقرأ فقط باعتباره تأكيدا على متانة العلاقات الثنائية، بل يُفهم أيضا على أنه محاولة استباقية لإعادة تموضع الولايات المتحدة في منطقة باتت تشهد تنوّعا في مراكز النفوذ، حيث تعزز الصين من شراكاتها الاقتصادية والتكنولوجية مع الخليج، وتُكثّف روسيا حضورها الأمني والدبلوماسي.
براغماتية أميركية
هذا الوضع يُحتم على واشنطن إعادة ترتيب أوراقها، بدء من تعزيز الشراكة الاقتصادية مع الحلفاء الخليجيين، مرورا بتجديد الالتزام الأمني، وصولا إلى دعم مشاريع التحوّل الاقتصادي والتكنولوجي التي تُطلقها هذه الدول في محاولة لبناء اقتصادات ما بعد النفط.
تآكل النظام الليبرالي العالمي
وما يزيد من أهمية الزيارة أنها تأتي في ظل سياق دولي يتسم بتآكل النظام الليبرالي العالمي، وتقدّم نهج الواقعية السياسية في تفسير التحالفات الدولية، إذ تُظهر إدارة ترامب بوضوح أن الشراكة لم تعد مرهونة بشروط قاسية، بل قائمة على معادلة المصالح المباشرة، وهو ما يلقى قبولا لدى الدول الخليجية التي ترى في البراغماتية الأمريكية فرصة لتأمين مصالحها وتوسيع نطاق نفوذها دون التعرض لضغوط سياسية غير مقبولة.
صفقات واستثمارات مشتركة
ولا يمكن تجاهل أن الزيارة، بما تحمل من صفقات واستثمارات مشتركة، ومشاريع إستراتيجية في مجالات الطاقة النظيفة، والذكاء الاصطناعي، والدفاع، والبنية التحتية الرقمية، تعبّر عن تحوّل في نظرة الولايات المتحدة لدول الخليج، ليس فقط كمصدر للثروة المالية، بل كمراكز إنتاج معرفي واستثماري تسعى واشنطن إلى جذبها للمساهمة في دعم النمو الأمريكي ومواجهة التفوق الآسيوي المتزايد، لاسيما في ضوء حاجة إدارة ترامب إلى إثبات أن تحالفاتها قادرة على خلق نتائج اقتصادية ملموسة في الداخل، تُسهم في إعادة ثقة الناخب الأمريكي بالمشروع الترامبي.
كيانات مؤثرة
وفي ضوء كل ما سبق، يمكن القول إن زيارة ترامب إلى الخليج ليست زيارة عادية في سياق البروتوكولات الدبلوماسية، بل إعلانا غير مباشر عن أن دول الخليج باتت، في الحسابات الجيوستراتيجية العالمية، كيانات مؤثرة، تقود مساراتها السياسية والاقتصادية وفق حساباتها الوطنية، وتُعدّ لاعبا لا يمكن تجاوزه في قضايا الأمن الإقليمي، ووسيطا ذا مصداقية في ملفات دولية معقدة، وشريكا اقتصاديا وعسكريا رئيسيا في المعادلة الأمريكية.

تابع آخر الأخبار العاجلة، التحليلات العميقة، وكل ما يحدث حول العالم لحظة بلحظة
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، إن كلاً من إسرائيل وإيران انتهكتا وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه قبل ساعات فقط، مشيرًا إلى أنه "غير راضٍ عن أي من الطرفين، وخاصة إسرائيل"، بحسب ما نقلته وكالة رويترز. وأوضح ترامب للصحفيين قبيل مغادرته لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في لاهاي، أن إسرائيل "تخلّصت من [...]

قال نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس إن إيران "لم تعد قادرة على إنتاج سلاح نووي"، مشيرًا إلى أن الضربات الأميركية الأخيرة دمّرت البنية التحتية النووية الأساسية لطهران. وفي مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، صرّح فانس: "كانت إيران على وشك امتلاك سلاح نووي… أما الآن فهي عاجزة عن تصنيعه بالمعدات المتبقية، لأننا دمرناها". وأضاف نائب [...]

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مؤكدًا أن البلدين طلبا السلام في التوقيت نفسه تقريبًا، ما اعتبره مؤشرًا على رغبة حقيقية في إنهاء التصعيد غير المسبوق. وفي منشور نشره عبر منصته "تروث سوشيال"، قال ترامب: "مستقبل إسرائيل وإيران مليء بالفرص والازدهار. العالم، والشرق الأوسط، [...]

لم تكن الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وإيران في يونيو 2025 كغيرها من التصعيدات السابقة. فخلال 12 يومًا فقط، تحوّل الصراع المستتر إلى مواجهة مباشرة، شملت ضربات جوية، وهجمات سيبرانية، وعمليات نوعية في البر والجو. ورغم قصر المدة، إلا أن تداعيات هذه الحرب لا تزال تتردد في العواصم الإقليمية والدولية حتى الآن. الشرارة الأولى: غارة [...]

في ظل تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة، اتخذت طهران خطوات واضحة عبر استهداف قواعد أميركية في دول مثل العراق وقطر، بينما تجنبت بشكل واضح شن هجمات على قواعد أميركية في السعودية والإمارات. هذا التباين في اختيار الأهداف ليس صدفة، بل هو استراتيجية مدروسة بدقة تستند إلى فهم عميق للخطوط الحمراء السياسية والعسكرية، والتوازنات الإقليمية [...]

في تطور مفاجئ يشغل العالم، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسالة قوية ومتفائلة، أعلن فيها أن "حان وقت السلام"، موجّهًا تهنئة إلى شعوب العالم على هذه اللحظة التاريخية. جاءت تصريحات ترمب خلال لقاء صحفي مساء اليوم، حيث أكد أن الفرصة مواتية لتحقيق السلام الدائم في مناطق النزاعات الكبرى، داعيًا جميع الأطراف إلى استغلال هذه الفرصة [...]