الهند تقلص مشترياتها من النفط الروسي: هل يكفي لإرضاء ترامب؟

تخطط الهند لخفض مشترياتها من النفط الروسي، في خطوة وصفها محللون بأنها تنازل متواضع للولايات المتحدة، التي تعتزم فرض رسوم جمركية على الدول التي تتعاون مع موسكو في مجال الطاقة، وفق تقرير صادر عن وكالة بلومبيرغ.
ووفقًا للتقرير، من المتوقع أن تشتري الصين ما بين 1.4 و1.6 مليون برميل يوميًا لشهري أكتوبر وما بعده، مقارنة بمتوسط 1.8 مليون برميل يوميًا خلال النصف الأول من عام 2025. وأضافت المصادر أن الأحجام قد تتغير إذا توصلت الهند إلى اتفاق تجاري مع إدارة ترامب، ما قد يقلل الضغط الأميركي على نيودلهي فيما يتعلق بتمويل حرب روسيا مع أوكرانيا.
ولم يرد ممثلو وزارة النفط الهندية، ولا العديد من شركات التكرير التي تديرها الدولة، على طلبات التعليق من بلومبيرغ. ومع ذلك، أوضحت الوكالة الأميركية أن الهند لا تعتزم قطع علاقاتها مع موسكو على الرغم من خفض حجم مشترياتها من النفط الروسي.
التعريفات الجمركية الأميركية وتأثيرها على الهند
في وقت سابق من الشهر الجاري، وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يفرض تعريفة إضافية بنسبة 25% على الهند بسبب شرائها الطاقة الروسية. وتتراكم هذه التعريفات على التعريفات السابقة البالغة 25%، والتي دخلت حيز التنفيذ في 7 أغسطس، وستبدأ الرسوم الجديدة على الهند في 27 أغسطس.
وفي هذا السياق، صرح ترامب في مقابلة مع CNBC: “إذا استمرت الهند في شراء النفط الروسي، فلن أكون سعيدًا بذلك”، في إشارة إلى مخاوفه من استمرار تمويل موسكو عبر صادرات الطاقة.
الهند تؤكد على علاقات استراتيجية مع روسيا
رغم الضغوط الأميركية، دعا وزير الشؤون الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار إلى توسيع العلاقات التجارية مع روسيا، مشيرًا إلى أن الهند وروسيا تعتزمان زيادة حجم التجارة الثنائية السنوية إلى 100 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، بزيادة قدرها 50% عن المستويات الحالية.
وتتصدر روسيا قائمة الشركاء التجاريين للهند عالميًا في بعض القطاعات، حيث تعد روسيا رابع أكبر شريك تجاري للهند، فيما تحتل الهند المركز الثاني كأكبر شريك تجاري لروسيا. كما تُعد الهند من بين أكبر مشتري الطاقة الروسية، ما يجعل العلاقات الاقتصادية بين البلدين معقدة ومتعددة الأبعاد.
التداعيات المحتملة على الأسواق العالمية
خفض الهند لمشترياتها من النفط الروسي قد يُعتبر إشارة للتنازل أمام الضغوط الأميركية، لكنه من غير المرجح أن يقطع العلاقات التجارية بشكل كامل مع موسكو. هذا التوازن الصعب بين مصالح الهند الاقتصادية واستجابة للضغوط الخارجية يعكس تحديات السياسة الدولية في قطاع الطاقة، ويضع المستثمرين أمام سيناريوهات محتملة لتقلبات الأسعار في أسواق النفط العالمية.
وتبرز هذه الخطوة أيضًا في سياق التوترات بين الولايات المتحدة والهند، حيث تحاول نيودلهي الحفاظ على مصالحها الوطنية، بينما تسعى واشنطن إلى تقليص دعم أي دولة لاقتصاد روسيا في خضم الحرب الأوكرانية.
الخلاصة
تخفيض الهند لمشترياتها من النفط الروسي يشكل تحركًا تكتيكيًا للتوازن بين الضغط الأميركي والمصالح الاقتصادية الوطنية، لكنه قد لا يكون كافيًا لإرضاء ترامب تمامًا، خاصة في ظل تعزيز العلاقات التجارية مع موسكو وتأكيد الهند على استمرار التعاون في مجالات الطاقة والتجارة. ويظل السؤال الأكبر قائمًا حول قدرة واشنطن على فرض قيود فعالة على دولة مثل الهند دون التأثير على العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية الطويلة الأمد بين البلدين.
لندن – اليوم ميديا