
تعبيرية
لندن – أحمد القاضي
في كشف علمي غير مسبوق، توصل فريق من الباحثين إلى أن لكل إنسان نمط تنفسي فريد يمكن استخدامه للتعرف على هويته بدقة مذهلة، تمامًا كما تُستخدم بصمات الأصابع أو الحمض النووي!
الدراسة نُشرت في مجلة Current Biology، واعتمدت على جهاز صغير قابل للارتداء ابتكره العلماء لقياس تدفق الهواء من الأنف بدقة عالية، وقد شمل الاختبار 97 متطوعًا.
وباستخدام بروتوكول يُعرف باسم BreathMetrics، قام الباحثون بتحليل 24 معيارًا في نمط التنفس الأنفي، وكانت النتيجة مذهلة: يمكن تمييز كل شخص عبر تنفسه بنسبة دقة بلغت 96.8٪.
وصرّحت الدكتورة تِمنا سورُكا، مديرة الدراسة، أن التنفس لا يُعد مجرد وظيفة فسيولوجية، بل هو انعكاس مباشر لنشاط الدماغ، وتؤكد أن لكل شخص “بصمة تنفسية” خاصة تعكس حالته العصبية والنفسية والجسدية.
ومن المفاجآت التي كشفتها الدراسة أن الأشخاص المصابين بالقلق يُظهرون أنماطًا تنفسية غير معتادة، مثل الشهيق القصير وتفاوتات في التوقف بين الأنفاس، ما يفتح الباب أمام إمكانية استخدام التنفس كأداة لتشخيص الاضطرابات النفسية وربما علاجها في المستقبل.
وقالت سورُكا:
“لطالما اعتبرنا التنفس وظيفة بسيطة، لكن ما اكتشفناه هو أنه نافذة مذهلة تطل على الدماغ، وقد نستخدمه مستقبلاً للتنبؤ بالأمراض وربما تعديلها وعلاجها.”
هذا الاكتشاف قد يُحدث ثورة في عالم الطب الشخصي، ويعيد تعريف دور التنفس من مجرد وظيفة بيولوجية إلى أداة تشخيصية وعلاجية ذات إمكانيات هائلة.