
تشهد منطقة الشرق الأوسط تصاعدًا خطيرًا في التوترات بين إيران وإسرائيل، في ظل تحركات عسكرية غير مسبوقة ودبلوماسية متعثرة. مع تعزيز طهران لقدراتها العسكرية عبر تحالفات إقليمية وعالمية، واستقبال إسرائيل أحدث الأسلحة الاستراتيجية، يبدو أن حلحلة الأزمة الدبلوماسية قد وصلت إلى طريق مسدود. في هذا التحليل، نستعرض خلفيات التصعيد، دلالاته، وتأثيره المحتمل على الأمن الإقليمي والدولي، مستندين إلى آراء خبراء غربيين موثوقين.
في الأسابيع الأخيرة، رصدت “اليوم ميديا” لقاءً استراتيجيًا بين وزير الدفاع الإيراني ونظيره الصيني على هامش منظمة شنغهاي للتعاون، تناول بشكل مكثف وصول شحنات أسلحة ثقيلة إلى إيران، تعزز من قدرات طهران الصاروخية واللوجستية. في المقابل، استقبلت إسرائيل طائرات الشبح B-2 وصواريخ “توماهوك” القادرة على اختراق التحصينات المتطورة، ما يعكس استعدادات لردع محتمل أو شن هجمات استباقية.
هذا المشهد يوضح بجلاء أن كلا الطرفين يستعد لمواجهة قد تكون الأشرس في تاريخ الصراع بينهما، وأن الحلول الدبلوماسية التقليدية، التي شهدت فترات من التفاوض والتفاهم، باتت غير قادرة على احتواء الأزمات الحالية.
يرى الخبراء أن إيران دخلت مرحلة جديدة من التعقيد في ملفها النووي والإقليمي، حيث تتجه نحو تعزيز نفوذها العسكري والتكنولوجي بلا مساومة. ويقول دانييل كوهين، خبير الأمن القومي في “معهد الدراسات الإستراتيجية بلندن”:
“إيران لا تعتبر الآن الضغوط الاقتصادية والسياسية كافية لثنيها عن مسارها العسكري، بل تعتمد على بناء قوة ردع شاملة تستهدف رفع كلفة أي تدخل عسكري ضدها.”
كما يضيف مايكل آرون، الدبلوماسي الأميركي السابق في الشرق الأوسط:
“طهران تعتقد أن الوقت قد حان للرد بقوة أكبر، ولا تستبعد خيار المواجهة المفتوحة، خصوصًا مع الدعم المتزايد من حلفائها في المنطقة والصين وروسيا.”
في الجانب الإسرائيلي، يشير المحللون إلى أن تل أبيب تتعامل مع الموقف بجدية قصوى، مع رفع حالة التأهب وبدء تدريبات عسكرية موسعة، إلى جانب تعزيز تحالفاتها مع الولايات المتحدة ودول الخليج. يقول الجنرال المتقاعد إيتان دان، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي:
“الوضع يختلف عن أي وقت مضى. إسرائيل تمتلك تفوقًا تكنولوجيًا عسكريًا، لكن تهديد إيران صار أكثر تنوعًا وتعقيدًا، مما يستوجب استراتيجيات جديدة للردع والتدخل المبكر.”
يتجاوز النزاع بين إيران وإسرائيل حدود الجغرافيا المحلية، حيث تؤكد التحليلات أن تصاعد العنف قد يجر المنطقة إلى صراعات إقليمية أوسع تشمل أطرافًا دولية عدة. وتشير كارولين هودجسون، خبيرة شؤون الشرق الأوسط في مركز “الأبحاث الدولية”، إلى أن: “كل تصعيد في الشرق الأوسط يحمل تداعيات مباشرة على أسواق النفط العالمية، حركة اللاجئين، واستقرار الأمن الدولي، مما يجعل هذه الأزمة ذات أولوية قصوى في السياسة العالمية.”
مع استشراء التوترات وتصاعد التحضيرات العسكرية، يبدو أن إيران وإسرائيل في مسار لا عودة منه نحو مواجهة مفتوحة قد تغيّر قواعد اللعبة في الشرق الأوسط. الحلول الدبلوماسية التقليدية باتت غير مجدية، والدول الكبرى تراقب عن كثب تحركات الأطراف لتقييم ردود فعلها المقبلة.
ينبغي على المجتمع الدولي إعادة التفكير بجدية في استراتيجيات احتواء الأزمة، عبر تشجيع حوار بناء، ووقف تدفق الأسلحة إلى المنطقة، لمنع انزلاق الشرق الأوسط إلى حرب واسعة تؤثر على السلم العالمي.
لندن – اليوم ميديا

محافظة حضرموت، أكبر محافظات اليمن مساحة وأغناها بالنفط، لطالما كانت منطقة هادئة نسبيًا مقارنة ببقية المحافظات اليمنية التي تعاني من النزاعات المستمرة. لكنها اليوم أصبحت ساحة تنافس محتدمة بين القوى الإقليمية، وخاصة بين السعودية والإمارات، ما يضع الاستقرار المحلي على المحك. وفق تقرير قناة "دويتشه فيله" الألمانية، يرى الخبراء أن التصعيد الحالي في حضرموت يعكس [...]

تواصل شبكة اليوم ميديا سلسلة تحقيقاتها حول فساد نظام البشير وكشف خبايا السودان، وفي الحلقة الثانية نسلط الضوء على تأسيس قوات الدعم السريع عام 2013 ودورها في ارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين خلال العمليات العسكرية في دارفور وجبل مرة. يكشف هذا المقال كيف استغل النظام هذه القوة لترسيخ نفوذه، وكيف أصبح قائدها محمد حمدان دقلو [...]

يعكس وصول وفد عسكري مشترك من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة إلى مدينة عدن حجم القلق المتزايد لدى الرياض وأبوظبي من استمرار التصعيد العسكري والسياسي في جنوب اليمن. ويأتي هذا التحرك في توقيت بالغ الحساسية، بعد إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي سيطرته على مساحات واسعة في محافظات الجنوب، وما رافق ذلك من هجمات دامية [...]

تتصاعد مؤشرات التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل على نحو غير مألوف، بعدما كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن خلافات حادة بين الطرفين بشأن الموقف الإسرائيلي المتشدد تجاه سوريا، في ظل رغبة الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب في تحقيق انفراجة سريعة في الملف السوري بعد التغيرات التي شهدتها البلاد أواخر 2024. واشنطن تعبّر عن استيائها [...]

بدأ محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، يشعر أنه يستحق موقعًا أفضل ضمن هياكل النفوذ والسلطة في السودان. في عام 2007، شرع في تمرد ضد الحكومة السودانية، وهو ما وثقه تحقيق ميداني مصور لشبكة سي إن إن بعنوان "في حضرة الجنجويد" أو “Meet the Janjaweed”، حيث ظهرت المذيعة نعمة الباقر لأول مرة في معسكرات الجنجويد [...]

لجأت حكومة عمر البشير إلى تسليح القبائل واستخدامها للقتال بالوكالة، لمواجهة حركات التمرد المسلحة في أطراف البلاد التي رفعت شعارات تعبر عن تظلماتها. كان ميدان المواجهة الرئيسي هو إقليم دارفور، لكن النار التي أشعلها هناك في أقصى الغرب كان لها أثر طويل المدى على النظام في الخرطوم. بداية الصراع في دارفور بدأت الأزمة عام 2003 [...]