انسحاب أميركا من العراق: نهاية الاحتلال أم استسلام للحشد الشعبي؟

يستعد الجيش الأمريكي لبدء سحب قواته من عدة مواقع في العراق، بما في ذلك العاصمة بغداد، ونقلها إلى مدينة أربيل في إقليم كردستان، الذي يتمتع بالحكم الذاتي، وفق ما ذكرت صحيفة السومرية.
وأفاد مصدر حكومي عراقي للصحيفة بتاريخ 17 أغسطس: “سيتم انسحاب التحالف الدولي من قاعدة عين الأسد ومطار بغداد وقيادة العمليات المشتركة باتجاه أربيل، وفق الاتفاق بين بغداد وواشنطن.”
وأضاف المصدر أن المدربين العسكريين سيبقون في البلاد، وأن انسحاب قوات التحالف لا يشملهم، بل يقتصر على القوات القتالية.
وكانت تقارير سابقة قد أكدت بدء نقل المعدات الأمريكية من قاعدة عين الأسد غرب العراق، تنفيذاً للاتفاق العراقي-الأمريكي لإنهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، على أن يكتمل الانسحاب في سبتمبر 2025، مع بقاء القوات في أربيل وشمال العراق حتى سبتمبر 2026.
التحول من الدور القتالي إلى الاستشاري
تجري محادثات مستمرة بين واشنطن وبغداد حول إنهاء الدور القتالي للتحالف الدولي المناهض لداعش، وتحويله إلى دور استشاري. وقد صدر بيان مشترك في سبتمبر من العام الماضي أعلن عن انتهاء المهمة العسكرية للتحالف في العراق بحلول سبتمبر 2025.
الضغوط الأمريكية على الحشد الشعبي
في الوقت ذاته، تواجه بغداد ضغوطًا شديدة من الولايات المتحدة لنزع سلاح الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران. فقد شهدت بداية حرب غزة في أكتوبر 2023 تجمّع هذه الفصائل العراقية وشنها هجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار على القواعد الأمريكية، إلا أنها توقفت بعد ضغوط حكومية، خاصة بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في قاعدة قرب الحدود الأردنية-السورية في يناير 2024.
وبعد ذلك، استمرت بعض الفصائل العراقية في استهداف مواقع داخل إسرائيل، بما في ذلك عمليات مشتركة مع القوات المسلحة اليمنية. وكان جزء كبير من النقاش بين بغداد والفصائل يتعلق بالانسحاب الكامل للجيش الأمريكي، وهو مطلب أساسي للفصائل داخل الحشد الشعبي.
الحشد الشعبي ودوره في العراق
تضم وحدات الحشد الشعبي فصائل مسلحة مثل:
- كتائب حزب الله
- عصائب أهل الحق
- حركة النجباء
تمت دمج هذه الفصائل ضمن الهيكل العسكري العراقي منذ محاربة داعش عام 2014، وهي تشكل قوة سياسية وعسكرية بارزة داخل البلاد.
التوتر الأمريكي-الإيراني
تمارس الولايات المتحدة ضغوطًا مستمرة على بغداد لمنع تمرير قوانين من شأنها تعزيز الشرعية للمجموعات المرتبطة بإيران. وفي العام الماضي، شنت واشنطن ضربات على مواقع كتائب حزب الله في العراق، مع تهديدات بمزيد من العمليات إذا لم يتم نزع سلاح الفصائل.
الخلاصة
انسحاب القوات الأمريكية من العراق ليس مجرد نهاية للاحتلال الأمريكي، بل يأتي أيضًا في إطار ضغوط متبادلة بين واشنطن وبغداد والحشد الشعبي، في سياق تحولات استراتيجية تهدف إلى إعادة تحديد الدور الأمريكي داخل البلاد، مع استمرار التوتر بين القوى الإقليمية والفصائل المسلحة العراقية.
لندن – اليوم ميديا