
تأتي زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن في 18-19 نوفمبر 2025 في توقيت حساس، بعد سلسلة من التحولات الإقليمية والدولية. هذه الزيارة ليست مجرد لقاء دبلوماسي روتيني، بل تمثل فرصة لتحديد مستقبل الشراكة الأمريكية-السعودية في مرحلة ما بعد حرب غزة، حيث تتداخل المصالح الدفاعية، الاقتصادية والسياسية مع قضايا حقوق الإنسان ومسار التطبيع مع إسرائيل.
زيارة محمد بن سلمان هي الأولى له إلى الولايات المتحدة منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2018، ما يجعلها مراقبة عن كثب من قبل الإعلام العالمي وصناع القرار، سواء في واشنطن أو الرياض. السؤال الكبير هو: هل ستكون هذه الزيارة صفقة دفاعية ضخمة، اختبارًا حقيقيًا للتطبيع، أم مزيجًا معقدًا بين الاستثمار والسياسة وحقوق الإنسان؟
الهدف الرئيسي للزيارة هو تعزيز الشراكة الدفاعية بين الرياض وواشنطن، خصوصًا في ظل التحديات الإقليمية التي تشمل إيران وتوسع النفوذ الصيني في المنطقة. الصفقة الدفاعية، التي يُطلق عليها نموذج “قطر-بلس”، تهدف إلى تقديم ضمانات أمنية أمريكية للمملكة، مع إبقاء إمكانية تعديل الاتفاقيات التنفيذية على يد الإدارات الأمريكية المستقبلية.
حزمة F-35: طلب السعودية شراء ما يصل إلى 48 طائرة من طراز F-35 الشبح، وهي طائرات متطورة لتعزيز التفوق العسكري.
الردع الإقليمي: التعاون الدفاعي يشمل تنسيقًا ضد إيران وتعزيز الوجود الأمريكي في الخليج.
المخاطر القانونية والسياسية: إمكانية تعديل أو إلغاء الاتفاقيات من قبل الإدارات الأمريكية القادمة، مما يجعل استدامة الصفقة غير مضمونة بالكامل.
الجانب الدفاعي يمثل حجر الزاوية للزيارة، لكنه مرتبط بشكل وثيق بالملفات الأخرى مثل التطبيع ومسار الاستثمارات، ما يجعلها اختبارًا دقيقًا للقدرة السعودية على تحقيق التوازن بين الطموح السياسي والمصالح الاستراتيجية.
رغم تصريحات التفاؤل حول احتمالات التطبيع، إلا أن المسار لا يزال بعيد المنال. السعودية تؤكد شرطها المسبق: خارطة طريق ذات مصداقية نحو إقامة دولة فلسطينية، وهو ما ترفضه إسرائيل بشدة.
التحديات الرئيسية:
الجمود السياسي: الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تظهر أي استعداد للقبول بالشروط السعودية.
الرأي العام السعودي: أغلبية كبيرة داخل المملكة لا تؤيد التطبيع الكامل مع إسرائيل، ما يجعل أي خطوة محتملة حساسة سياسيًا داخليًا.
الموازنة مع الملفات الأخرى: أي تقدم في التطبيع مرتبط بالنجاح الدفاعي والاقتصادي للزيارة، مما يضع المملكة في موقف دقيق لتفادي الضغوط الدولية والمحلية.
تأتي زيارة محمد بن سلمان أيضًا مع وعود استثمارية ضخمة، حيث تم الإعلان عن 600 مليار دولار في مايو 2025، تشمل قطاعات متعددة:
الطاقة والاستدامة
الذكاء الاصطناعي والتقنية الرقمية
التصنيع المتقدم
التكنولوجيا المالية والرعاية الصحية
رغم الضخامة الإعلامية لهذه الالتزامات، فإن التنفيذ الفعلي يشهد تحديات كبيرة، حيث تباطأت بعض الاتفاقات السابقة في التحول إلى عقود فعلية، خاصة في ضوء القيود التنظيمية والرقابة الدولية.
الملف الحقوقي يظل العقبة الأبرز أمام نجاح الزيارة. فقد سجلت السعودية أرقامًا قياسية في الإعدامات، تجاوزت 300 حالة في عام 2025، بالإضافة إلى استمرار اعتقالات ناشطين سياسيين وحقوقيين.
أدوات الضغط الأمريكية على السعودية تشمل:
شروط بيع الأسلحة (مثل F-35)
الضغط الإعلامي والدبلوماسي من منظمات حقوق الإنسان
الرياض قد تقدم تنازلات رمزية محدودة، مثل الإفراج عن عدد من المعتقلين أو مراجعة بعض القوانين، لكنها تحافظ على السيطرة الداخلية على ملف حقوق الإنسان.
تخضع الزيارة لمراقبة دقيقة من الإعلام الغربي والعربي على حد سواء:
الإعلام الغربي: يقارن بين التحولات الدبلوماسية وبين سجل حقوق الإنسان في المملكة، مع التركيز على صور ولي العهد أمام الرأي العام العالمي.
الإعلام العربي: يغلب عليه الطابع التحليلي، ويبرز دور السعودية كشريك استراتيجي مهم، بينما يبرز الإعلام المنافس قضية التطبيع مع إسرائيل كملف حساس.
| نوع المخاطر | الوصف | الاحتمالية | الأثر | خطوات مقترحة |
|---|---|---|---|---|
| الديمقراطية الليبرالية | معارضة شديدة للصفقة الدفاعية بسبب سجل حقوق الإنسان | عالية | عالية | تقديم تنازلات رمزية وتعزيز اللوبي |
| الجيوسياسية | تصعيد محتمل مع إيران أو تجدد الصراع في غزة | متوسطة | عالية جدًا | إنشاء قنوات اتصال طارئة وإدارة الدفاع |
| التنفيذ | بطء في تحويل الوعود إلى عقود فعلية | عالية | متوسط | آلية متابعة ربع سنوية وتبسيط الإجراءات البيروقراطية |
| السمعة والأخلاق | شبهات تضارب المصالح بين العائلة السعودية والإدارة الأمريكية | متوسطة | متوسط | هيكل فصل مالي واضح وضمان الشفافية |
زيارة محمد بن سلمان إلى واشنطن في 2025 ليست مجرد حدث دبلوماسي عادي، بل اختبار شامل للقدرة السعودية على إدارة ملفات دفاعية، اقتصادية وسياسية حساسة. التحديات تشمل:
الحفاظ على التفوق العسكري النوعي في المنطقة.
تحقيق استثمارات ضخمة بقيمة 600 مليار دولار.
التوازن بين الضغط الدولي على حقوق الإنسان وضرورة الحفاظ على الاستقرار الداخلي.
اختبار مسار التطبيع مع إسرائيل في ظل رفض شروط الطرفين.
هذه الزيارة تمثل فرصة لتحديد مسار السعودية في المرحلة القادمة، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي، وتعيد رسم ملامح الشراكة مع الولايات المتحدة في حقبة ما بعد حرب غزة والتوترات الإقليمية المتزايدة.
وحدة الدراسات – لندن | اليوم ميديا

تابع آخر الأخبار العاجلة، التحليلات العميقة، وكل ما يحدث حول العالم لحظة بلحظة

في خطوة أثارت موجة واسعة من الجدل، كشف دفاع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشأن قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018 عن تحول جذري في نهج الولايات المتحدة تجاه ملف حقوق الإنسان، وهو تحول يتجاوز العلاقات السعودية-الأمريكية ويمتد إلى رؤية جديدة للسياسة الخارجية الأمريكية. فعلى الرغم من [...]

أعلنت الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية عن توقيع مذكرة تفاهم استراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي، تتيح للمملكة الاستفادة من أحدث الأنظمة والتقنيات الأمريكية الرائدة، في خطوة تعكس عمق الشراكة التقنية بين البلدين. ويأتي الإعلان خلال زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى واشنطن، حيث أكد البيت الأبيض أن السعودية ستستثمر نحو تريليون [...]

في شمال دارفور، وسط أصوات الرصاص والقذائف، تجلت ملامح الإنسانية في أحلك الظروف. خلال فرارها من مدينة الفاشر بعد سيطرة قوات الدعم السريع، عثرت السيدة الواقية، البالغة من العمر 45 عامًا، على طفلين وحيدين على قارعة الطريق، وهما في حالة خوف شديد بعد فقدان والديهما، وقررت إنقاذهما رغم المخاطر الجسيمة. تروي الواقية لحظة العثور عليهما: [...]

شهدت السنوات الأخيرة تحولًا كبيرًا في الصورة الإعلامية لمحمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، وخصوصًا بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي في أكتوبر 2018. وفقًا لـرويترز، قبل الحادثة، روج الإعلام الدولي لمحمد بن سلمان كوجه للتحديث والإصلاح في المملكة، وسُمِّيت هذه الصورة بـ"مملكة الفرص"، حيث كانت المملكة تقدم نفسها كنموذج للتغيير الاقتصادي والاجتماعي في الشرق الأوسط. [...]

مع وصول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن، برزت ملامح ما سُمّي بـ "صفقة الأخلاق أو الغفران"؛ تفاهمات تقوم على استثمارات سعودية ضخمة في السوق الأمريكية مقابل توسيع التعاون السياسي والعسكري. وتشير المعطيات إلى التزام أولي يصل إلى 600 مليار دولار، مع إمكانية بلوغه تريليون دولار لاحقًا. هذا التحقيق يتتبع كيف تشكّلت هذه [...]

في نوفمبر 2025، قام ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بأول زيارة رسمية له إلى واشنطن منذ حادثة مقتل الصحفي جمال خاشقجي، في خطوة اعتبرها المراقبون محطة حاسمة لإعادة تأهيل صورته على المستوى الدولي. وشهدت الزيارة تغطية إعلامية واسعة في الولايات المتحدة، حيث انقسمت التغطية بين التركيز على المكاسب الاقتصادية الضخمة والتعاون التكنولوجي، وبين [...]