انهيار النظام الدولي: الهند وإسرائيل تخسران وترامب يُعزل.. بداية نظام عالمي جديد

في تطورات دراماتيكية تهزّ أسس النظام العالمي، تلقّت الهند وإسرائيل ضرباتٍ استراتيجية موجعة، بينما يرزح تحالف ترامب–نتنياهو تحت عزلة دولية غير مسبوقة. حروب خاطفة، وانقلابات في موازين القوى، وتحالفات ناشئة تقودها الصين وروسيا وإيران وباكستان، تدفع العالم بخطى متسارعة نحو نهاية حقبة الأحادية القطبية، وبداية نظام دولي متعدد الأقطاب. لم تعد واشنطن قادرة على فرض هيمنتها، ولم تعد تل أبيب ونيودلهي قادرتين على الحفاظ على نفوذهما الإقليمي. فهل نشهد فعلاً لحظة سقوط الإمبراطورية الغربية؟
حربان تهزان آسيا: باكستان تنتصر وإيران تفاجئ إسرائيل
في غضون أشهر قليلة، أعادت حرب خاطفة بين باكستان والهند، ومواجهة صاروخية غير مسبوقة بين إيران وإسرائيل، تشكيل المشهد الجيوسياسي في آسيا. انتصرت إسلام أباد عسكرياً، وأسقطت طائرات هندية متقدمة بدعم مباشر من الصين. أما طهران، فنجحت في تثبيت معادلة ردع، وكادت صواريخها أن تمحو تل أبيب، لولا تدخل واشنطن في اللحظات الأخيرة.
عزلة تحالف ترامب-نتنياهو: من غزة إلى نيو دلهي
الحرب الوحشية على غزة كانت القشة التي قصمت ظهر تحالف ترامب-نتنياهو. الإدانات الدولية تتزايد، والحكومات الغربية بدأت تنأى بنفسها عن هذا المحور المتطرف، فيما يعيش ترامب عزلة داخلية وخارجية، زادها فشله في احتواء الحرب الهندية الباكستانية.
خيبة نيودلهي: مودي خسر الرهان الأميركي
عندما بُشّرت الهند بعهد جديد من التحالف مع ترامب، كانت تطمح لدور إقليمي موازن للصين. لكن المواجهة مع باكستان كشفت ضعف الردع الهندي، وأفشلت رهان مودي، خاصة بعد أن أنكرت نيودلهي ادعاءات ترامب بالوساطة، ما أحدث شرخاً عميقاً في الثقة بين الطرفين.
واشنطن تميل نحو إسلام أباد: النفط والعملة والسلاح
التحول الأميركي نحو باكستان لم يعد سراً، من صفقات نفط مع شركة “فيتول”، إلى تخفيض الرسوم على الصادرات، واستقبال قائد الجيش الباكستاني في البيت الأبيض. كل ذلك ترافق مع فرض ضرائب عقابية على الهند والدول الأعضاء في بريكس، مما زاد من الغضب في نيودلهي.
شقوق في النظام الأطلسي: الغرب يفقد قبضته
تشهد التحالفات الغربية تصدعات داخلية متسارعة. يرى محللون أن المواجهات القصيرة بين إيران وإسرائيل، والهند وباكستان، سلطت الضوء على ضعف البنية الأخلاقية والسياسية للنظام القائم على “قواعد” الغرب. حتى أصوات داخل أوروبا تتحدث عن لحظة مفصلية شبيهة بما بعد الحرب العالمية الثانية.
الصين تحضر بهدوء: قوة بلا تحالفات
رغم قوتها الصاعدة، ترفض الصين الدخول في تحالفات عسكرية أو إنشاء معسكرات تقليدية، لكنها تمارس تأثيراً حاسماً من خلال دعمها العسكري والتقني لحلفائها. في الحرب الأخيرة، لعبت بكين دوراً حاسماً في تفوق باكستان الجوي، مما أربك التوازن مع الهند.
طهران وإسلام أباد: تحالف جديد يتبلور
زيارة الرئيس الإيراني بيزشكيان إلى باكستان شكّلت تحولاً استراتيجياً، مع توقيع 12 اتفاقية تعاون، وزيارة رمزية لضريح إقبال. الدعم المتبادل بين البلدين في ملفات الطاقة والنووي والسيادة أعاد صياغة تحالف إقليمي يهدد الهند وإسرائيل دبلوماسياً وعسكرياً.
الخلاصة
العالم يشهد ولادة نظام دولي جديد على أنقاض الهيمنة الغربية. هزائم الهند وإسرائيل، والصعود الهادئ للصين وتحالفات إيران وباكستان، تشير إلى لحظة مفصلية في توازن القوى. التحالف الغربي يفقد تماسكه، وترامب بات رمزاً للعزلة الدولية.
لندن – اليوم ميديا