الرحلة إلى عرفات.. وقوف على جبل الرحمة في موسم التجديد

مكة المكرمة – متابعة اليوم ميديا

في يومٍ تهفو فيه الأرواح، وتفيض فيه العيون بالدموع، تتوجه قلوب المسلمين من كل فج عميق نحو عرفات، حيث الركن الأعظم من مناسك الحج.

هناك، على صعيد الطهر، يجتمع أكثر من 1.5 مليون حاج من مختلف بقاع الأرض، يؤدون شعيرة الوقوف بعرفة، متضرعين إلى الله في يومٍ قال عنه النبي ﷺ:
“ما من يومٍ أكثر من أن يُعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة”.

قفزة نوعية في موسم الحج 1446هـ مقارنة بالمواسم السابقة

يشهد موسم الحج لهذا العام (1446هـ / 2025م) تطورًا لافتًا في جودة الخدمات والتنظيم، حيث طوّرت الجهات المعنية منظومة ذكية متكاملة لإدارة الحشود، وتعزيز السلامة، وتيسير أداء الشعائر، عبر مزيج فريد من الروحانية والتقنية الحديثة.

خدمات صحية متطورة وأعداد قياسية من الكوادر

تم تخصيص أكثر من 3100 سرير، بزيادة نسبتها 60% عن العام الماضي.
استحداث 3 مستشفيات ميدانية بالشراكة مع وزارات الحرس الوطني، الدفاع، والداخلية، لمواجهة أي طارئ صحي.
تواجد أكثر من 50,000 كادر صحي، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ مواسم الحج.

النقل والتنقل: تنظيم دقيق لمنع التكدس

قطار المشاعر ينقل 350 ألف حاج بين مشاعر الحج.
24 ألف حافلة تعمل بنظام التردد لضمان انسيابية الحركة وتقليل الازدحام.

التظليل والتبريد: راحة في حرارة عرفات

تغطية 85 ألف متر مربع في ساحة مسجد نمرة بمظلات وعمود رذاذ.
تخصيص 60 ألف متر مربع لتظليل وتبريد المسارات المؤدية إلى جبل الرحمة.

جبل الرحمة: رمز التوبة والدعاء

يرتفع جبل الرحمة عن الأرض بـ65 مترًا، ويُطل على صعيد عرفات من الشمال، كونه شاهدًا خالدًا على انكسار القلوب في حضرة العفو الإلهي، يتجسد فيه أسمى معاني الرجاء والتوبة.

التقنية في خدمة الحجاج: درونز وطائرات عمودية

استخدام الطائرات الدرونز لتسريع إيصال الأدوية من ساعة إلى 5 دقائق فقط في النقاط الطبية المزدحمة.
دعم جوي بالطائرات العمودية لتجاوز الازدحام الأرضي وضمان سرعة الإمداد الطبي.

خدمات رقمية متنوعة للحجاج

بث خطبة عرفة بـ34 لغة مختلفة.
تطبيقات ذكية تساعد الحاج في معرفة مواعيد التفويج وموقعه الجغرافي.

لا مشقة في سبيل الرحمة

في موسم الحج هذا العام، لم يكن الوقوف بعرفة مجرد شعيرة فقط، بل رحلة إيمانية مدعومة بأحدث وسائل الراحة والتقنية. تجربة تليق بضيوف الرحمن وتلبي نداء السماء:
“الحج عرفة”.